السبت، 28 مايو 2011

الدوري يعود لنقطة الصفر‏!‏


أعادت هزيمة الزمالك أمام المقاصة في ختام الأسبوع الـ‏23 المنافسة علي لقب الدوري إلي نقطة الصفر‏,‏ بعد تساوي الزمالك والأهلي في رصيد النقاط‏,‏ يليهما فريق الإسماعيلي الذي حقق فوزا كبيرا علي الشرطة وانفرد بالمركز الثالث‏.‏

ويمكن القول إن المنافسة سوف تظل منحصرة في الثلاثي حتي الأسابيع الأخيرة, في ظل عدم ثبات المستوي, وإهدار النقاط من جانب كل الفرق!
لقد حقق الأهلي فوزا غاليا وثمينا علي حرس الحدود بثلاثة أهداف جميلة وملعوبة, بل كان أفضلها هدف الصقر العائد بقوة لصفوف الأهلي والمنتخب الوطني, وهي أكبر نتيجة للأهلي منذ بداية الموسم, حيث لم يفز بفارق أكثر من هدف من قبل, علي الجانب الآخر وجدنا المنافس التقليدي والمتصدر يعجز عن تحقيق الفوز علي المقاصة, بل يخرج خاسرا بهدف للاشيء ليفقد أغلي ثلاث نقاط في سباق القمة, بل يهدي الأهلي القمة علي طبق من فضة, أما الدراويش فقد عادوا من جديد بعد توقف اضطراري لمدة أسبوعين فقط معهما خمس نقاط كانت كفيلة بوضعه وتربعه علي القمة لو لعب بنفس الثقة والأسلوب الذي لعب به أمام الشرطة.
يبقي السؤال الذي يشغل الشارع الكروي حاليا: إلي أين تتجه درع الدوري؟.. وفي حقيقة الأمر أنه سؤال في غاية الصعوبة؟ لأنني علي يقين كامل بأن المباريات للأطراف الثلاثة في غاية الصعوبة.
لكن منطقيا أري أن نسبة الأهلي في الاحتفاظ باللقب تقترب من55%, يليه الزمالك30%, ثم الإسماعيلي15% وكله اتجهادات شخصية قبلة للتغير والمفاجآت واردة.. ولكي أبرهن علي هذه النسبة يجب أن نضع في الاعتبار الآتي: أن الأهلي هو أكثر الأندية استقرارا من الناحية الإدارية والفنية, وبخاصة بعد عودة جوزيه الذي صدر الرعب وشكل ضغطا رهيبا علي لاعبي الزمالك كما يجب أن نضع في الاعتبار اكتمال صفوف الأهلي, ليس داخل الملعب ولكن أيضا علي دكة البدلاء الاحتياطي, وهو عنصر مهم في تفوق فريق علي آخر.
كما يجب أن نضع في الاعتبار شيئا مهما جدا يجعلنا نرشح الأهلي للاحتفاظ باللقب هو عنصر الخبرات وروح البطولة التي ربما لا تتوافر في الزمالك والإسماعيلي, ونظرا لأسلوب لعب الأهلي والضغط والقتال علي إحراز الهدف, هذا هو الفارق بين فريق وآخر إضافة إلي خبرات لاعبي الأهلي الكبيرة في التعامل مع المواجهات الصعبة, وهذه تم اكتسابها من المواجهات العديدة محليا أو إفريقيا.
ثم هناك نقطة غائبة وهي تعدد مفاتيح اللعب فإذا ما تعطل مفتاح لديك الآخر.. فهناك بركات وفتحي ودومينيك وأحمد حسن وغالي وغيرهم, بالإضافة إلي الغائب الحاضر أبوتريكة هذا عن الأهلي, أما عن الزمالك.. فكيف يمكن أن أرشح فريقا فقد حتي الآن10 نقاط منذ بداية الدور الثاني, ولو كان جادا في الفوز باللقب ما كان يمكن له التفريط في نصف هذا العدد؟.. لا يمكن لنا أن ننكر الدور الكبير الذي يلعبه حسام حسن مع فريق ليس لديه كل مقومات البطولة, أو كما يقولون علي قد لحافك مد رجليك, فماذا يفعل حسام مع فريق ليس لديه البديل, بل دائما دكة البدلاء تعاني من نقص ولو سقط منه لاعب لم يجد من يسد مكانه.
غياب مفاتيح اللعب بالفرق انحصارها في ورقتي شيكابالا والمحمدي, وكلاهما لاعب مودي, وإذا تعرضا للرقابة اللصيقة فقد الزمالك كل مقوماته, كما أني ألحظ علي الفريق في أحيان كثيرة عدم الرغبة في الفوز وغيابا للروح في تحقيق الفوز, وكأنهم موظفون, وهذا أخطر ما يهدد أي فريق بالرغم من أن لديه جمهورا يحرك الصخر, ولا يقل روعة وحماسا عن جماهير الأهلي!! أما فريق الإسماعيلي, أو كما يطلق عليهم البعض برازيل مصر, ربما تكون مشكلة هذا الفريق في قلة إمكاناته وموارده المالية, بالإضافة إلي مشكلاته التي لا تنتهي داخل إدارته, ولو كان لديه نصف إمكانات ناد مثل الأهلي أو الزمالك أو حتي أحد أندية شركات البترول لاحتكر لقب بطولة الدوري لسنوات, لأنه المورد الأول لكل نجوم الكرة المصرية, ليس لفريق الدراويش فقط, ولكن تجدهم أيضا في الأهلي والزمالك وغيرهما من الأندية المصرية والعربية.
مشكلة فريق الدراويش أنه يلعب الكرة من أجل الاستمتاع فقط, ولا أستطيع أن أتهمها بأنهم ليسوا فريق بطولة, لأنني علي ثقة بأن هؤلاء اللاعبين قادرون علي تحقيق البطولة بشرط أن تتحمل إدارة النادي واجباتها ومسئولياتها وتجعل الفريق والجهاز الفني يركزان في الملعب, لقد كانت أمام الدراويش فرصة العمر هذا الموسم لتصدر المسابقة, لكن في الوقت الذي اقترب كثيرا وبات علي بعد نقاط معدودة وجدناه يخسر مباريات ويبتعد عن القمة بغرابة شديدة لعدم الاستقرار الإداري والفني.
عموما لن أستعجل في الأحكام المسبقة لأن كرة القدم عودتنا علي المفاجآت التي لا تنتهي, فكل شيء وارد في دنيا الكرة, وربما يكون لقاء القمة بين الأهلي والزمالك نقطة فارقة في تحديد وجه الدوري, بشرط أن يوقف كل منهما نزيف النقاط, كما لا يمكن إغفال لقاء الدراويش مع حامل اللقب باستاد القاهرة, وإن كنا نأمل أن تستمر المنافسة بهذا المستوي حتي تنتهي علي خير وسلام, ويتوج الفريق الذي يستحق اللقب.
أما بالنسبة لصراع الهبوط فتبدو الملامح غير واضحة المعالم, وإن ظهر في الصورة فريقا الاتحاد وسموحة الوافد الجديد هما الأقرب حتي الآن, وتبقي المنافسة مشتعلة علي المقعد الثالث, وأيضا لن تحسم إلا مع الأسابيع الأخيرة, ويدخل منافسا وادي دجلة والمقاولون العرب وربما حرس الحدود بعد هزيمته أمام الأهلي.
أبرز ظواهر هذا الأسبوع من الناحية الفنية استحقاق هدف أحمد حسن كابتن المنتخب الوطني نجم الأهلي لقب أفضل هدف, لأنه جاء مباشرة وعلي الطاير ليؤكد به النجم عودته بقوة كقائد للأهلي والمنتخب وتلغي مقولة السن أو العمر للاعتزال, فمادام اللاعب قادرا علي العطاء يستحق أن يفرض نفسه علي المدرب, وأتمني أن يأخذ كل لاعبينا القدوة من أحمد حسن أما نجم التدريب أو أفضل مدير فني هذا الأسبوع فلا خلاف علي أنه طارق يحيي الذي استطاع أن يقود فريق مصر المقاصة للفوز علي الزمالك المتصدر وهو يلعب بعشرة لاعبين من الدقيقة35 من الشوط الأول, كما أنه نجح في التصدي لكل الاتهامات التي تعرض لها قبل بداية اللقاء من تخاذله وتساهله لتفويت المباراة ليؤكد أن الشرف والنزاهة والمنافسة الشريفة لا تعترف بالانتماءات ولا تخضع للاتهامات!!
تبقي الإشارة إلي أن الأخطاء التحكيمية هي جزء ضمن أساسيات لعبة الكرة, وعلينا تقبلها بروح رياضية لأنها مرة لك ومرة أخري ستكون عليك, ويجب ألا نتوقف كثيرا أمامها. وفي نظري أسوأ حكم هذا الأسبوع هو حكما لقاء الأهلي مع الحرس, وحكم لقاء الزمالك مع المقاصة, أما أفضل حكم فتحجب هذا الأسبوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق