الأحد، 22 مايو 2011

د. عبد المنعم عمارة يكتب: كن «ثورياً» ولو مرة واحدة يا زاهر

سمير زاهر زعلان

صديقى القديم سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة قالوا لى إنه زعلان منى، وأنه أعلن ذلك فى أحد البرامج الرياضية، وقد أكون أكثر الناس الذين يحبون الرجل، وربما أكون كذلك أكثر الناس الذين يفهمون زاهر.. فأنا أزعم أننى أعرفه من أخمص قدمه إلى قمة رأسه.. هو كتاب مفتوح بالنسبة لى، وهو كذلك عِشرة بكسر العين، وعيش وملح فقط، وليس كباب الجبلاية الشهير. زاهر على المستوى الشخصى تستمتع بعشرته بل وصداقته، ولأن سمير لاعب كرة سابق ففيه كل صفات لاعبى الكرة باستثناء واحد وهو أنه شخص كريم، كنت أتعجب من ذلك، فلاعبو الكرة جميعهم دون استثناء الكرم ليس من شيمتهم كما أنه دمياطى والفكرة عن الدمايطة فى هذه الحكاية صفة معروفة هو متزوج من أستاذة جامعية، كريمة مثله واجتماعية مثله أو أكثر ولا يعيبه أنها أكثر ثقافة منه، نهمها يحتم عليها القراءة والاطلاع على أحدث النظريات العلمية، بينما سمير قراءاته يادوبك صفحات الرياضة خاصة التى تمدحه أما التى لا تمدحه فبينها وبينه فراق. سمير زاهر لا يوجد أحد فيك يا مصر يكرهه، فهو لديه القدرة على تليين عقول خصومه ثم ملاغاتهم كل حسب طلبه.

عزيزى القارئ

ولكن لماذا غاضب منى سمير زاهر، هل لسبب معقول، أم بسبب هجوم حاد شننته عليه، الحكاية أننى كتبت كلمتين فى مقالاتى أطالبه بأن يكون ثوريا وأن يصدر ولو قراراً ثورياً واحداً يريح الناس وعلى الأقل يتماشى مع الاتجاه العام السائد بعد الثورة، وهو التغيير، ليس أكثر من ذلك، فهل رأيى هذا يستوجب الزعل. أنا لم أطالبه بقرار محدد فلم أطلب منه مثلاً أن يحل لغز مسألة لجنة شؤون اللاعبين، لم أطلب منه أن يكون شجاعاً ويوافق بل ويساعد على اجتماع الجمعية العمومية الذى تطلبه الأندية، بل ولم أتهمه بأنه تآمر على الجمعية العمومية، لم أقترب من صفقة بيع حقوق الدورى المصرى مشفراً أو محتكراً لجهة بعينها، فأنا ليست لدى أى معلومات عن الموضوع بل لا أتابعه ولا يهمنى متابعته، لم أطلب منه مثلاً إيقاف الكابتن مجدى عبدالغنى عند حده كما يطالب البعض، فمجدى له الحق فى أن يدير شؤونه بنفسه وبالطريقة التى يحبها أو يرتضيها.

ولم أهاجمه بسبب موقف إدارة الاتحاد المائع بالنسبة للحكام المصريين وتجاهلهم وعدم إعطائهم الثقة بأنفسهم، لم أتعرض لعدم وجود حكم دولى مصرى يصل إلى ما وصل له جمال الغندور وعصام عبدالفتاح، لم أفعل كل ذلك لأننى أعلم الجو العفاريتى والشيطانى الذى يعيشه سمير زاهر وهو يدير الاتحاد. فقط عتابى أنه يمكنه أن يفعل أكثر من ذلك خصوصاً فى مشكلات الاتحادات الإدارية والمالية.. ولكنه لا يريد ولا تسألنى عن الأسباب.

مشكلة سمير زاهر أنه يعتقد أن التاريخ سيكتب عنه أنه فى عهده حصلنا على بطولات أفريقية كثيرة ولكن مشكلة سمير أنه ينسى أو يتناسى أن الإداريين لا يتذكر لهم أحد أى إنجازات، وأضرب له مثالا، لقد كنت وزيرا للرياضة عندما حصلنا على بطولة بوركينافاسو، وهو يعلم ما فعلته للمنتخب فى ظل وجود رئيس وزراء لم يكن موقفه معاوناً لنا، ومع ذلك لا أحد يذكرنى ولا أحد يذكر سمير زاهر، الناس فقط تتذكر الكابتن الجوهرى على أنه صاحب الإنجاز الوحيد ولا أحد يتذكر غير ذلك، وفى البطولات الثلاث الأخيرة، لا أحد سيتذكر الوزير المختص حسن صقر ولا رئيس الاتحاد سمير زاهر، فقط كلنا سنتذكر الكابتن حسن شحاتة على أنه صاحب الإنجاز الوحيد.

عزيزى زاهر

والآن هل فهمت لماذا طلبت منك أن تكون ثورياً ولو لمرة واحدة، أو ليوم واحد. لأن قراراً ثورياً واحداً يمكن أن يعيش ويذكره الناس، أما غير ذلك فعليك وعلىّ وعلى المهندس حسن صقر واحد.

المحاورون و«مقهى الشارع السياسى»

سؤال خبيث رقم (١).. هل برامج التوك شو وحوارات المثقفين فى الجامعات قادرة على صياغة الرأى العام المصرى والتأثير عليه؟

سؤال خبيث رقم (٢).. هل هذه النخبة المسيطرة على الإعلام المصرى استطاعت الضغط على أصحاب القرار السياسى فى مصر؟

من الواضح أن الإجابة ليست فى صالح هؤلاء لأن المسألة ليست سوى نقاشات معظمها مكرر وبعضها هلفطة، ومعظمها لا ينبش سوى فى الماضى مع المبالغة الفجة فى الحديث عنها.

كل ما سمعناه أو شاهدناه فى وسائل الإعلام يدور حول «من يريد أن يتحدث فليتحدث» و«كله كلام ابن حديت».. وكله لا يسمن ولا يغنى من جوع. فأنت تجلس أمام التليفزيون وتضع فنجان القهوة السادة أمامك وتمنى نفسك بجرعة سياسية وطنية مستقبلية ولكن لا أنت استمتعت ولا شربت فنجان القهوة ساخناً، وعلى الأرجح ستتركه مكانه دون أى رشفة. طيب فهمنى ما معنى برنامج حصرى ترى فيه محافظ أسيوط منتشياً ويكاد يموت من الفرحة وهو يستقبل المجاهد عبود الزمر ويأخذ صورة معه. من فضلك أعد النظر للصورة، وقل لى أيهما كان أكثر سعادة الضيف أم المضيف؟، وما معنى أن فضيلة محافظ الجيزة يطلب مقابلة الشيخ حسان والتوسل له لحل مشاكل محافظته؟.. هؤلاء فعلاً محافظون آخر زمن، ولكنهم ليسوا محافظين مناسبين لمرحلة الثورة التى تمر بها مصر..

حضرات القراء..

حاولت أكثر من مرة تقمص دور شاب فى العشرينيات يريد أن يفهم ما يدور فى برامج التوك شو، حاولت أن أخرج بكلمتين أتفلسف بهما على من يقابلنى، ويطلب رأيى فى أى موضوع سياسى مما يدور الآن، للأسف لم أنجح ليس بسبب غبائى ولكن بسبب المحاورين، اكتشفت أننى لست وحدى الذى لا يتسلطن ولا ينشكح من المتحدثين ولكن معى كثير من الشباب الذين أعرفهم، وكان رأيهم أن هؤلاء الناس قد «خربطوا دماغهم» وأنهم أضاعوا وقتهم سدى.

عزيزى القارئ..

طيب قد أكون متحاملاً على ضيوف هذه البرامج، إذن سأعتمد على رأيك وعلى ضميرك، بذمتك هل تشاهد هذه البرامج الآن، هل حماستك للمشاهدة قد قلت، هل تندم على الوقت الذى أضعته وأنت متلبس أمام التليفزيون أم أن هذه البرامج ستظل تنخع وتنخع مادامت ليست هناك أدوات لقياس الرأى العام لمعرفة تأثير هذه البرامج؟ وبذمتك كمان مرة هل هذه البرامج يمكن أن تصل وتؤثر إيجابيا فى مواطنى القرى والأحياء الشعبية والحارات المصرية والنجوع الفقيرة.. أليست هذه المناطق المحرومة مادياً وسياسياً هى الأولى بالرعاية، أليست هى التى تحتاج إلى زيادة الوعى؟.

وبذمتك كمان مرة ماذا عن أصحاب نسبة الـ٤٠٪ من الأميين فى مصر، هل يفهمون تفلسف المتحدثين، هل يفهمونهم عندما يتحدثون عن النظريات السياسية، هل أوصلوا مثلا معنى المواطنة التى نريدها هدفا لمصر.

حضرات القراء..

بلاش إخوانّا أو إخواتنا نجوم التليفزيون من المتحدثين، ولكن ماذا عن هؤلاء الذين يلفون جامعات مصر كعب داير ولو تركوا القاعات المكيفة فى الجامعات والكليات ونزلوا لريف مصر ومدنها، لماذا التتبيت فى القاهرة فقط، هل لأن الندوة فيها ما يخطف الأطباء ولها بريق خاص، هل يستطيعون أو لديهم القدرة على إقامة ندوات فى مؤتمرات شعبية موسعة داخل سرادقات فى هذه الأماكن المحرومة أم أن قدراتهم لا تتعدى أعداداً قليلة من طلبة الجامعات المثقفين والذين يسهل الحوار معهم عكس الآخرين الذين يحتاجون إلى متحدثين ذوى قدرات خاصة تتعدى هذه الأماكن المغلقة؟.

يبدو أن هذه الأماكن الشعبية كُخة «بضم الكاف» فنحن لم نسمع ولم نقرأ ولم نشاهد لا ممثلى الأحزاب السياسية القديمة ولا حتى الجديدة يرتادون هذه المواقع التى عليها دور كبير فى الشهور القادمة.

حضرات القراء..

باختصار برامج التوك شو تكرر نفسها وتكرر متحدثيها، ولم تستطع أن تكتشف شخصية تستطيع أن تجتذب جماهير الشعب. لقد فعلها الراحل الإذاعى الكبير أحمد فراج عندما اكتشف شيخ الدعاة فضيلة الشيخ الشعراوى.. فلماذا لا يفعلون مثله، وللأمانة أقول إن الإعلامى محمود سعد يحاول أن يفعل ذلك.

وباختصار أيضا عليهم أن يرونا شطارتهم فى الشارع السياسى.. عمرو أديب كان ينقل كاميراته إلى مارينا، فلماذا لا ينقلها إلى هؤلاء المحرومين.

وباختصار على أصحاب العواميد أن يقدوا الراحل العظيم إحسان عبدالقدوس فى مقالته التى كانت تحت عنوان «على مقهى فى الشارع السياسى» ولكن بذمتك الحديث عن القهوة ألذ أم فى الاستديوهات المكيفة حيث الشهرة والبريق؟!

مشاعر

■ الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل للرئاسة!.. كتابه «عصر الخداع» age of deception يحكى عن تفاصيل خلافه مع أمريكا - هو رسالة للعالم الخارجى أكثر من الداخلى. مطلوب تبسيطه حتى يكون رداً مقنعاً للاتهامات الظالمة ضده بأنه يعمل للأمريكان، مسألة تحتاج إلى جهد كبير.

■ عمر علاء مبارك.. تأثرت كثيراً لفصل التلميذ الصغير من المدرسة، التى كان يدرس بها.. كان يمكن بقاؤه بعد تقديم شهادة مرضية مثلاً، أو شهادة لظروف سجن والده.. لا نريد أن نحمل الثورة تصرفات انتقامية من أطفال صغار لا ذنب لهم، من فضلك امسك ورقة وقلماً، واكتب رسالة لمدير المدرسة تدين هذا التصرف.

■ عدلى القيعى، مدير التسويق بالنادى الأهلى.. خبر مفاوضات الأهلى لضم السيد حمدى، لاعب بتروجيت، جاء فى وقت غير مناسب للنادى البترولى، الذى يمر بظروف قاسية فى المباريات الأخيرة.. بصراحة مش وقته إلا إذا كان وزير البترول قرر تصفية أندية البترول.

■ محمد بن همام، نائب رئيس الاتحاد الدولى، المرشح لرئاسة الفيفا.. أسجل إعجابى بالرجل وشجاعته، ومع ذلك لم أنس موقفه السلبى ضد ترشيح مصر لملف كأس العالم، ولا دفاعه أن المغرب التى صوت لها هى الأقرب، ولهذا كان من الأفضل أن يكون موقف مصر سرياً وغير معلن.

■ الثورة السورية.. شكراً للثورة، فقد جعلت فصائل حماس يأتون على ملو وشهم للتوقيع مع فتح. إن لم تكن ثورة سوريا السبب طيب فهمنى لماذا هرولوا لمصر.. من فضلك لا تصدق حكاية أن عمر سليمان هو السبب فى عدم التوقيع.. فسوريا لم يعد لها أمان، بالنسبة لهم.

■ د. سامى الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون.. من فضلك طرى قلوب المصريين، وفكها يفكها الله عليك.. يعنى شوية أغانى عاطفية وشوية برامج كوميدية.. ارحمنا من أخبار الصحف وبرامج التوك شو.. الله يخليك.

■ أحوال مصرية: مرشد الإخوان فى الأزهر، روزاليوسف تعيد الأستاذية لهيكل، صورة عبدالحليم قنديل فى الأهرام. الجماعة المحظورة ستشترك بفريق فى دورى كرة القدم المصرى لتنافس الأهلى والزمالك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق