الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

ياسر أيوب يكتب:لماذا هذه الحرب؟!

فارق كبير جدا بين احترام كثيرين لقرار أسامة هيكل وزير الإعلام بإيقاف أحمد الهن مخرج التليفزيون الذى نقل مباراة الأهلى وإنبى أمس الأول، والتعامل مع هذا القرار باعتباره الحل الذى كنا ننشده ونحتاجه لمواجهة أزمة شغب الملاعب وشماريخها وعقوباتها.. وكانت بعض جماهير الأهلى قد رفعت قبل انطلاق المباراة وأثناءها لافتات غاضبة ضد اتحاد الكرة.. «الثورة من أجل التغيير وزاهر لسه بيدير».. «مافيش قيود على العقول يا اتحاد الفلول».. «معلش رافضين جنابك ومش هنمشى على مزاجك».. وإلى جانب ذلك كانت هناك لافتة تضمنت سبابا لا يليق لسمير زاهر وخادشا لحياء أى أحد، وهى التى أطال وأعاد أحمد الهن عرضها على الشاشة دون أى مبرر أو ضرورة..
فكانت شكاوى اتحاد الكرة واتصالات احتجاج وغضب انتهت بقرار وزير الإعلام بالإيقاف عن العمل والتحقيق.. وأنا الآن أخشى أن يكون ذلك هو غاية ما نستطيعه ونقدر عليه.. فهذا هو منهجنا الدائم فى التعامل مع كل أمورنا وقضايانا.. نغضب على أى أحد يشير إلى أى وجع أو خطيئة فى بلادنا.. ونعلنها حربا مقدسة عليه حتى إن كان كلامه صحيحا، وكأن الجريمة الحقيقية ليست هى وجود الخطأ أو الخطيئة، إنما هى فقط الإشارة أو الحديث عن ذلك.. وهكذا فى كل قضايانا.. نرفع لافتة سمعة مصر والحفاظ على الأخلاق وحماية الحياء المخدوش دون أدنى انزعاج أو التفات للقضية الحقيقية نفسها.. ويتكرر نفس السيناريو من جديد مع المخرج أحمد الهن فنعاقبه لأنه عرض على الشاشات لافتات خارجة ومسيئة.. وهو بالتأكيد خطأ..

ولكن لابد من التوقف أيضا أمام الذى كتب وماذا كانت دوافعه ولماذا هذه الحرب أصلا بين اتحاد الكرة وجماهير الأهلى والزمالك وبقية الأندية، وهل هو خلاف حقيقى ومفهوم أم مجرد واجهة مزيفة لصراعات ومصالح وحسابات أخرى لا علاقة لها بهذا الذى يجرى أمامنا طول الوقت مؤخرا فى ملاعب الكرة؟! ولست أقصد بالتأكيد تلك الاتهامات الساذجة التى علا صوتها مؤخرا بشأن تمويل الألتراس أو استخدامهم سياسيا أو مشاركتهم فى التآمر ضد أى جهة أو أحد.. وإنما أقصد أنه لابد أن نتوقف كلنا ونحاول أن نفهم ونبدأ حوارا حقيقيا، وليس حوار الطرشان الذى اعتدنا عليه طول الوقت، حيث أتظاهر بأننى أتحاور مع الآخرين بينما فى الحقيقة لا أسمع سوى صوتى أنا، وسأنهى الحوار بإدانة وتجريح كل من لا يوافقنى الرأى..

وأنا بالفعل أريد أن أسمع رأى ومنطق اتحاد الكرة والأندية ورجال الأمن والإعلام.. وأريد أيضا أن أسمع فكر وشكاوى ومطالب كل قادة الألتراس باختلاف ألوانهم بمنتهى الحب والاحترام مع الاحتفاظ بحقى وحق الآخرين فى رفض كل ما هو غير منطقى أو مبرر أو مقبول أخلاقيا أو قانونيا..

 وحتى يقرر قادة الألتراس الكلام أعود إلى لافتاتهم التى تؤكد أنهم ضد اتحاد الكرة الذى يصفونه بأنه اتحاد الفلول أو اتحاد الحرامية.. ولكن السؤال المهم هنا هو: هل هذا موقف دائم ونهائى أم أنه يصبح فقط اتحادا للفلول والحرامية حين يقرر العقاب بسبب الشغب والشماريخ والانفلات، ويصبح اتحادا وطنيا وشريفا لو لم يعاقب أى أحد؟ ثم ألم يحن بعد الوقت لتجاوز مرحلة عشوائية الفكر وفوضى الاتهامات المجانية وتوزيعها بسخاء على كل من يخالفنا الرأى أو الانتماء.. واتحاد الكرة، أيا كانت رؤيتنا السياسية أو الكروية له، يبقى هو السلطة الحاكمة لعموم وشؤون الكرة المصرية.. اتحاد الكرة وليست الأندية أو جماهيرها..

وأمس الأول اضطر إمبراطور الكرة الألمانية.. فرانز بيكنباور.. للتعليق على أحداث الشغب الأخيرة فى الدورى الألمانى رافضا أن تدير روابط المشجعين الألمان الكرة فى بلاده بدلا من اتحاد الكرة.. وأكد بيكنباور أنه لا يجب تكرار الخطأ الإيطالى بالسماح لجماهير الأندية بالمشاركة فى القرار والإدارة واختيار العقوبات المناسبة.. فلابد من جهة واحدة فقط تدير اللعبة مع محاسبتها إن أخطأت أو تجاوزت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق