الجمعة، 9 سبتمبر 2011

الأهلي دفع‏31‏ مليون جنيه‏..‏ والزمالك صرف‏19‏ مليونا لضم‏11‏ لاعبا

في الوقت الذي أعلن فيه الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة عن أعلي سقف لرواتب العاملين بالقطاعات الحكومية بالدولة والذي حدده بمبلغ يتراوح ما بين‏30‏ و‏40‏ ألف جنيه شهريا‏,‏
 مازال هناك حالة أنفلات في رواتب وقيمة تعاقدات اللاعبين في الدوري الممتاز والتي أصبحت تتعدي بضعة الملايين كأمر أصبح عاديا وبلا توازنات ما بين الحالة الاقتصادية التي تعيشها البلاد أو العائد المتوقع أن تربحه الأندية من خلف تعاقدها مع اللاعبين أوحتي المردود الفني الذي قد يقدمه هذا اللاعب أو ذاك, وما يدعو للتوقف لمناقشة الأمر بتعمق وعدم المرور عليه بشكل سطحي هو أن لعبة كرة القدم في مصر غير مربحة بل أنها رياضة استهلاكية, بمعني أنه تحتاج للصرف والتمويل بملايين الجنيهات كل موسم في حين لا يكون هناك عائد لأي ناد لتغطية تلك المصرفات, اللهم إلا ناديا أو اثنين علي أقصي تقدير وبطبيعة الحال هما الأهلي والزمالك بفضل جماهيريتهم ورغبة المعلنين الظهور علي فانلة أحدهما ويتم الدفع مقابل ذلك, ولكن ما حال باقي الفرق سواء في الممتاز أو الدرجة الثانية علي اعتبار أن هناك ثلاثة منهم مرشحين للظهور في الممتاز مع نهاية كل موسم, والأغرب أنه حتي الأهلي والزمالك لا يربحون تلك التجارة في سوق أنتقالات اللاعبين لأن التكلفة عالية وللحصول علي خدمات أي لاعب من أي نادي فبداية الكلام تتجاوز الأربعة ملايين علي الأقل ثم تبدأ عملية الفصال وفي بعض الحالات تتجاوز العشرة ملايين كما يحدث الآن من الإسماعيلي الذي ثمن عبد الله السعيد بثلاثة عشر مليون جنيه!! كما هناك وليد سليمان الذي تجاوزت صفقته الثلاثة عشر مليون جنيه حصل منها أنبي علي ثمانية واللاعب فاز بالباقي.
السؤال الذي يدعو إلي الحيرة والدهشة هو ما الذي أوصل اسعار اللاعبين إلي هذا الحد الذي لا يعبر بأي حال من الأحوال علي واقع الكرة المصرية التي باتت تمنح لاعبيها رواتب أعلي مما يتقاضنها في الدوريات الأوروبية, وماذا سيعود علي الأندية التي تصرف الملايين كل موسم؟! الأسئلة كثيرة ومحيرة ولا توجد لها اجابات خاصة ان أنديتنا ليست من المصنفة الأولي عالميا حتي تحصل علي مقابل بالملايين لمواجهة فريق من أي دولة أخري, أو حتي هناك عوائد بالملايين من مقابل البث التليفزيوني ليغطي بعض من تلك التكاليف أو حتي تذاكر مباريات الفريق تعود عليه ببضعة ملايين أخري.
في الأهلي صرفت لجنة الكرة حتي الأن30 مليونا و800 ألف جنيه من تعاقداته الخمسة التي أبرمتها اللجنة وهي ثمانية ملايين لإنبي مقابل وليد سليمان وأربعة ملايين لبتروجت مقابل السيد حمدي ومليون ونصف المليون للمصري مقابل شديد قناوي وأربعة ملايين و300 ألف جنيه للشرطة للحصول علي محمد نجيب ومليونان ونصف المليون دولار لفابيو جونيور, وهذه الملايين ال30 للأندية ولم يتم احتساب رواتب اللاعبين في سنوات تعاقداتهم والتي لن تقل بأي حال من الأحوال عن20 مليون جنيه, وفي الزمالك صرف مجلس الإدارة حتي الآن19 مليونا حيث دفع سبعة ملايين ونصف المليون لأحمد حسن رغم أنه صفقة انتقال حر وأربعة ملايين للمقاصة مقابل حسين حمدي ومليونين ونصف المليون للمصري لضم هاني سعيد ونصف مليون لكسكادا للتعاقد مع محمود قطة و550 ألف دولارا للحسن كريم و370 لضم البنيني رزاق منها220 لناديه, ما صرفه الأهلي والزمالك مرشح للزيادة في ظل التناحر لضم عبد الله السعيد وحسني عبد ربه لاعبي الاسماعيلي بعد أن أعلن الأخير نيته لبيع لاعبيه لسد الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها النادي, كل هذا والقطبان يعاني كل منهما من أزمة فمن أين حصلوا علي الملايين؟
الحالة التي يعيشها الشارع المصري وما تم اكتشافه من فساد وضياع لحقوق الشعب ووقوف الجميع في وجه هذا الفساد لإصلاحه, كان يجب أن يمتد للرياضة التي أصبحت منظومتها الكروية تتعامل بميزانية تتعدي مئات الملايين من الجنيهات كل موسم سواء من أجل التعاقدات الموسمية او رواتب اللاعبين ومكافآتهم, صحيح أن كل لاعبي مصر يجب أن يحصلوا علي عقود جيدة ورواتب تتماشي مع حجم موهبتهم وما يدخلوه من سعادة علي نفوس جماهيرهم, لكن يجب أن يكون هذا المقابل بما يتماشي مع الحالة الاقتصادية للبلد وما يعكس المنتج الحقيقي للكرة المصرية وبما لا يضع الأندية في موقف العاجز أمام طلبات لاعبيها. وفي أي قضية يجب البحث عن سبب للبدء في العلاج, وفي هذه الحالة نجد أن أصابع الاتهام تشير إلي كل الأندية بلا استثناء, فالأندية تغالي في طلباتها المادية لو نما إلي علمها رغبة الأهلي أو الزمالك في التعاقد مع أحد لاعبيها وقد يكون اللاعب يتقاضي مثلا20 ألف جنيه في ناديه ثم تفاجأ بطلب ناديه5 ملايين للتنازل عنه, ثم إن القطبين مسئولان بشكل أو بآخر خاصة في ظل حالة المزايدة التي لا تنتهي بينهما للحصول علي خدمات أي لاعب والأمثلة لا حصر لها وهو ما تستغله الأندية لإشعال المزاد بينهما للوصول إلي أعلي سعر ممكن, فمن هنا الذي يتحمل فاتورة تكاليف التعاقدات الباهظة وغير المنطقية في لعبة كرة القدم الخاسرة دائما وحتي الأهلي والزمالك لا يمكن استثناؤهما من تلك الخسائر خاصة أنه لولا بعض رجال الأعمال المنتمين للناديين ما استطاع كل منهما الوفاء بمسئولياته المادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق