الجمعة، 2 ديسمبر 2011

ليلة حزينة لبعثة المنتخب الأوليمبي بعد الهزيمة أمام كوت ديفوار ...وإجماع على اعتبار مباراة "الأولاد" مصيرية ومسألة حياة او موت

ليلة حزينة قضتها بعثة منتخب مصر الأوليمبي لكرة القدم بمراكش عشية الهزيمة المفاجئة من منتخب كوت ديفوار صفر‏/1‏ في الجولة الثانية من مباريات الفريقين ضمن المجموعة الثانية في بطولة أمم إفريقيا تحت23 سنة المؤهلة لأوليمبياد لندن2012
 وهي الهزيمة التي أوجدت واقعا جديدا لم يكن أحد يفكر فيه قبل المباراة التي لعبها الفريق المصري بثقة زائدة وإحساس بأن التأهل للدور قبل النهائي واحتلال قمة المجموعة قد صار علي مرمي بصر بعد التعادل الإيجابي الذي سبق اللقاء بين جنوب إفريقيا والجابون.

ومن هنا ضرب لاعبو مصر عرض الحائط بتعليمات مدربهم هاني رمزي الذي كان قد طالبهم قبل اللقاء باللعب الهجومي الإيجابي الفعال علي مرمي كوت ديفوار, إلا أنه فوجئ بلاعبيه ـ وبالتحديد طوال الشوط الأول ـ يتعمدون إضاعة الوقت وكأنهم يريدون الخروج بهذه النتيجة( التعادل) مما أعطي الفرصة الكاملة للفريق العاجي بالهجوم القوي الساحق وإضاعة أكثر من فرصة ثمينة للتهديف, ولولا براعة الحارس الواعد أحمد الشناوي لمني مرماه بثلاثة أهداف علي الأقل.
المهم أن هذا التراجع للخلف, وغياب خط الوسط تماما, كان مفاجأة للجهاز الفني الذي لم يطالب لاعبيه بهذا أبدا, وعلي هذا تم إجراء أكثر من تغيير أعاد التوازن للفريق خاصة مع نزول صالح جمعة ومحمد صلاح.. وبينما الهجوم مصري والسيطرة فرعونية خالصة, إذا بالهدف الذي جاء بخطأ فردي ليوجد واقعا جديدا يشير إلي أن الفريق المصري صار مهددا بعدم التأهل إذا لم يفز أو يتعادل علي أقل تقدير مع فريق الأولاد( جنوب إفريقيا) في الجولة الثالثة والأخيرة في المجموعة, كما أن حلم صدارة المجموعة قد تبخر ـ عمليا وليس نظريا ـ تماما, حيث إن أفضل التقديرات صارت تصب في احتلال الفريق المصري المركز الثاني في مجموعته, ولقاء منتخب المغرب الشقيق مستضيف البطولة في طنجة التي تبعد عن مراكش سبع ساعات بالسيارة! قبل العودة مرة أخري إلي مراكش بعدها بساعات قليلة للعب علي اللقب( فيما لو فاز الفريق المصري) أو المركز الثالث( فيما لو انهزم من المغرب).. وهكذا يمكن القول إن المنتخب المصري قد وضع نفسه ـ دون مبرر ـ في أحرج موقف.
وفي تصريحات خاصة لـ الأهرام قال هاني رمزي المدير الفني إنه يعتبر مباراة جنوب إفريقيا المقبلة هي النهائي الحقيقي للبطولة, وإن كل ما صار يشغله الآن هو الدخول في المربع الذهبي بغض النظر عن الخصم الذي سوف يقابله, وإنه اجتمع بلاعبيه صباح أمس وطالبهم بطي الصفحة تماما, وإن فارق السرعات بين الفريقين المصري والعاجي لم يكن موجودا, وإنه لعب بالخطة وبالطريقة التي اعتادها مع لاعبيه منذ بدء تأسيس الفريق قبل عامين تقريبا, وإن عدم اللعب بليبرو لم يكن هو المشكلة لأن الهدف الذي سكن مرمي الشناوي جاء بخطأ فردي وفي توقيت كان المنتخب المصري فيه متسيدا تماما.
وقال رمزي إن ما يفكر فيه الآن هو سرعة إخراج لاعبيه من الحالة النفسية السيئة( الطبيعية في مثل هذه الظروف), وهذا ما وافقه عليه المهندس أحمد مجاهد رئيس البعثة.
وفي المقابل.. جاءت تصريحات مدرب كوت ديفوار آلان جواميني متوازنة وموضوعية بعد المباراة ـ رغم تصريحاته الاستفزازية قبل المباراة ـ حيث قال إنه احترم الفريق المصري, وشدد علي لاعبيه ضرورة الالتزام بتعليماته الفنية, وإن الفوز علي مصر كان ضروريا, وقد أعطي دفعة معنوية هائلة للاعبيه, وإنه يخشي من فريق الجابون إذ يري أن المواجهات الإفريقية السمراء تكون عنيفة جدا وتتسم بالقوة إذ لا يرضي بأي من الفريقين بالهزيمة من الآخر حتي وإن لم يكن هناك أمل في شيء لأي من الفريقين أو كليهما معا! وكأنه في ذلك يتحدث عن الواقع العربي في اللقاءات التي تجمع مصر بالأشقاء وبالذات من منطقة شمال إفريقيا.
هنا مراكش
{ حازم الهواري أكثر المقتنعين بالتفاؤل والتشاؤم.. يشعر بعقدة الذنب وبمسئوليته عن الهزيمة بنسبة ما! والسبب أنه حضر المباراة مرتديا ملابس أخري غير التي كان قد ارتداها يوم مباراة الجابون, كما أنه لم يستطع الجلوس علي المقعد نفسه الذي كان قد سبق له أن جلس عليه في المباراة الأولي بالمدرج.
{ هاني رمزي كان أكثر أعضاء الجهاز الفني تأثرا, وقد رفض تناول وجبة العشاء بعد المباراة وصعد إلي غرفته مباشرة قاصدا النوم.
{ منتخب الجابون حرص علي الوجود في الملعب وتابع مباراة مصر وساحل العاج إلي ما قبل النهاية بنصف الساعة, في حين اتجه فريق الأولاد مباشرة إلي الفندق بعد انتهاء مباراتهم مع الجابون.
{ المهندس هاني أبو ريدة رئيس اللجنة المنظمة للبطولة طلب من هاني رمزي ضرورة التجاوز السريع للأزمة, مؤكدا أن كرة القدم لا تعرف المستحيل, وأن الفرصة مازالت قائمة.
{ اجتماع خاص جدا ضم جميع لاعبي مصر بغرفة معاذ الحناوي كابتن الفريق اتفقوا خلاله علي الموت في الملعب وعدم الخروج من مباراة جنوب إفريقيا إلا منتصرين.
{ المشجعون المغاربة حرصوا علي اصطحاب أطفالهم لتشجيع الفريق المصري, والطريف أن الأطفال كانوا أكثر حماسا في التشجيع لمصر من ذويهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق