الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

الشجاعة الغائبة ..بقلم حسن المستكاوي



** شجاعة تحمل المسئولية  غائبة . ومنها أن يعلن إتحاد كرة القدم عن بدء مسابقة الدورى الممتاز ( كان مقررا أن ينطلق في 17 أكتوبر )   يوم 18 ديسمبر بسبب الإستفتاء .و يبدو أن الإتحاد يطلق رسالة بأنه يريد الدورى ، وأن الدولة لاتريد الدورى . فكيف تقام مسابقة في ديسمبر وهناك حالة إلتهاب سياسى في الشارع  ستزيد في حرارتها أثناء الإستفتاء ؟ وياترى هل سيهدأ هذه الإلتهاب السياسى بإنتهاء الإستفتاء ؟ وكيف يمكن أن  تستمر مسابقة الدورى عند الإستعداد لخوض الإنتخابات البرلمانية أو بتعبير أدق " المعركة الإنتخابية " ؟

** اتمنى اكون على خطأ ، وسوف أهنىء   إتحاد الكرة  على بعد نظره ، وشجاعته  . لكنى أرى أن الشجاعة  هى إعلان صعوبة إقامة الدورى في الوقت الراهن بسبب هذا الإلتهاب الذى تفوق على الفوضى . ثم أنه كان من الأفضل أن يعمل الإتحاد وكل لجانه على كيفية تطوير اللعبة وملاعبها وتأمينها ، وتدبير تكنولوجيا الإتصال بين الحكام بدلا من " حبال الغسيل " التى سبق لهم وأن أستعملوها . وأن يفكر الإتحاد مع أجهزة الدولة في الموسم القادم وتوابعه ومخاطره بدلا من الإعلان خمسين مرة عن بدء مسابقة الدورى في تاريخ ثم تأجيل الموعد في الخمسين مرة ..

** الشجاعة في العالم الأخر لاتغيب ، وهى هنا تخيب . فقد أستقر السباق بين الثلاثى ميسى ورونالدو وإنيستا على الفوز بالكرة الذهبية . فخرج إبراموفيتش نجم سان جيرمان الفرنسى معترضا على منح الجائزة إلى ميسى مرة أخرى كأنه لايوجد غيره . والأمر لم يحسم بعد بالطبع . لكن مجرد دخول ميسى إلى الدائرة يعتبره إبراموفيتش مكسبا . وكان ميسى فاز بالجائزة ثلاث مرات متتالية في أعوام 2009 و2010 و2011 . وترشيحه شجاعة ، لأنهم لايلعبون هناك ألعاب التوازن . فإذا كان مبدعا يظل مبدعا ومتفوقا على منافسيه فإنهم يمنحونه حقه . بينما في عالمنا هنا من يفوز بجائزة مرة يكفيه تلك المرة ، وتذهب إلى الغير من باب التوازن . وأسوأ من ذلك هو تكريم الجميع ، فيكون كل الناس فائزين وكلهم أوائل ويستحقون أوسمة .. فينتهى الأمر بالوسام بأنه أصبح "غطاء كازوزة " !

**********
** خارج الإطار : الشجاعة في السياسة وفى مواجهة الإلتهاب الحاد كانت تستوجب خروج كبار السياسيين والدولة لإعلان رفضهم لمحاصرة المحكمة الدستورية لأى سبب ومهما كان السبب . وكان على هؤلاء أيضا إعلان رفضهم المطلق لعمليات محاصرة الجمعية التأسيسية ومحاولات إقتحام مجلس الشورى.. لكن للأسف النفاق السياسى غيب الشجاعة ، والمصلحة الخاصة في الصراع السياسى على مصر وعلى مستقبلها أسقط  الشجاعة .. نحن في إنتظار الرجل الشجاع .. نحن في إنتظار حل السماء ؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق