الأربعاء، 25 أبريل 2012

دورى.. (المحتارين) بقلم حسن المستكاوي



● احتاجت الأندية الأوروبية 15 عاما من البحث والدراسة لتطبيق دورى المحترفين، وهذا يعنى أن أفريقيا تحتاج إلى 50 عاما.. وقد تنبهر بتطبيق دول عربية آسيوية لدورى المحترفين بسرعة فريدة، لكنه شكل من أشكال التحول على الأوراق، فمازال الداعم للأندية هم الأمراء والشيوخ ورجال الأعمال والدولة.. ولا أحد ينكر الأهداف السامية والجميلة من فكرة تحول كرة القدم العالمية إلى صناعة مستقلة لها حسابات أرباح وخسائر، لكن كل تحول بهذا الشكل يحتاج إلى وقت.

 ●● ليس صحيحا أن الفيفا قرر حرمان دول من مسابقاته لأنها لم تطبق دورى المحترفين كما أشيع، وليس صحيحا أن الاتحاد الأفريقى يهدد باستبعاد دول من مسابقاته، لكن الصحيح أن الكاف يرغب فى تطبيق هذا الدورى، إلا أن هناك صعوبات تتعلق بالتنظيم وبالفقر فى كثير من الدول الأفريقية فهل يلغى الاتحاد منافساته لأن أندية القارة عجزت عن تطبيق هذا الدورى؟.

كرة القدم تحتاج إلى التمويل وكذلك تحتاج إلى التنظيم ومن مظاهر الشعوذة والخلل فى اللعبة أن الاتحاد ينظم الدورى الممتاز (أ)، والممتاز (ب)، والأولى والثانية تكييف، ودورى الدرجات المختلفة ودورى القطاعات، ومسابقات الناشئين والمنتخبات بمراحلها السنية، ويناقش المناطق، ويعين الحكام، ويشترى التذاكر ويبيع التذاكر ويبيع حقوق البث.. والبس.. والبأس».. هذا كان ومازال يسود ومن الضرورى أن يتغير من أجل مصلحة اللعبة.. كما أنه ليس عدلا أن تجرى انتخابات لمجلس إدارة الاتحاد وتسيطر قرارات المصلحة والوعد الانتخابى على مهام المجلس المنتخب، وهى مصالح تخدم بعض الأطراف قبل أن تفيد اللعبة.

●● كنت أتمنى فى فترة التوقف الحالية للنشاط أن نعيد صياغة اللعبة بهمة وحماس، فيسرع المجلس القومى للرياضة بطرح قانونها الجديد، بما يسمح بتشكيل رابطة محترفين تدير الممتاز، لأن هذا هو المستقبل لنا وقد أصبح ماضيا للعالم الآخر.. وكنت أتمنى أن نتعلم أن القضية تتعلق بإمكانات مادية ضخمة، وبأنه لا يمكن للأندية كلها أن تكون كبيرة ورائدة وعظيمة (يذهلنى أننا بلد كله لواءات بلا عساكر، وكله أوائل بلا ثوان وبلا ثوالث)..

●● منذ سنوات قالوا إن اتحاد كرة القدم انتهى من كل شىء، وأعد دراسة كاملة لدورى المحترفين، ومضى الزمن ولم تفرز تلك الدراسة عن شىء سوى المزيد من العراك الدائر والعراك الذى أتوقع أن يدور، وبصدق أعتقد أن العقول يجب أن تتغير وتعمل بروح الفريق ولوجه الله والوطن والمصلحة العامة، بدلا من تلك المنازعات على مغانم تحوم فى الأذهان كأفكار.. وكنت ومازلت أتعجب كيف سنطبق دورى المحترفين وأنديتنا تذبح العجول لفك النحس، وفى الوقت الذى يتحدث فيه إداريون ومدربون عن أعمال سحرية، ومدربون وحكام يحللون أداء زملائهم.

●● دورى المحترفين الذى نتحدث عنه منذ سنوات، هو «دورى المحتارين» الذين تحدثوا عن حتمية تطبيقه، وضرورة تطبيقه، وبالرغبة فى تطبيقه، وبكيفية تطبيقه، ولا يدرون هل يمكن أصلا تطبيقه؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق